وحسب برنارد إيمي، فإن "صدمة" بلد يجرؤ على تحدي فرنسا اقتصاديًا وثقافيًا وعسكريًا وقبل كل شيء دبلوماسيًا، تطفو على السطح من جديد.
وقالت مصادر خاصة لـ "مغرب انتلجنس"، أن عداوة المخابرات الفرنسية للمغرب يعود تاريخها إلى العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، بسبب رفض الملك أي تدخل "أبوي" من باريس في الخيارات الاقتصادية والدبلوماسية، مثلما كان عليه الامر في عهد الحسن الثاني.
كما تغير الوضع اقتصاديا بالنسبة لفرنسا، وأصبح المغرب يزاحم باريس في السوق الأفريقية. في قطاعات البنوك والتأمين وشركات البناء والاتصالات والطيران والعديد من القطاعات الأخرى ما جعل الدار البيضاء أقرب إلى داكار وأبيدجان وليبرفيل من باريس.
وعلى الصعيد الأمني، فإن أجهزة المغرب الاستخباراتية تتولى زمام المبادرة في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. وشاركت في إحباط العديد من الهجمات على التراب الأوروبي.
لكن حسب ذات المصدر، فإن دونالد ترامب هو الذي سيكسر ظهر البعير. حيث إن اعتراف الرئيس الأمريكي السابق في عام 2022 بالسيادة المغربية على أقاليمه الجنوبية قلب الأوراق الجيوسياسية في المنطقة المغاربية. والملك بنفسه قال بوضوح في إحدى خطاباته ما معناه، أنه لن تكون هناك استفادة اقتصادية من المشاريع المغربية بدون اعتراف صريح بالوحدة الترابية للمغرب، وهنا بالضبط شعر الفرنسيون انهم مستهدفون.
واستعملت المخابرات الفرنسية عدة وسائل من اجل الضغط على المغرب وإخضاعه، من اتهامه باستعمال "بيغاسوس" للتجسس، وقبل وقت ذلك تسريبات "كريس كولمان"، ثم ما سمي أخيرا بـ "قطرغيت"، والتصويت ضد المغرب في البرلمان الأوروبي، وكذا حل المجلس الفرنسي المنتخب للديانة الإسلامية حيث حصل المغاربة فيه على الأغلبية، وهو ما تحاول باريس تعديله.
وأكد السفير الفرنسي السابق أن فرنسا ستفعل كل ما في وسعها لضمان ألا يفرض المغرب نفسه على رأس المنطقة المغاربية. مضيفا بان العديد من المسؤولين الفرنسيين يعرفون أن الجزائر في حالة تدهور وأن مستقبلها معرض للخطر على المدى المتوسط. لذلك سيحاولون على الأقل إبطاء تقدم المغرب، حتى لا يجدون انفسهم فيما بعد أمام تركيا جديدة في شمال أفريقيا.