ما القصيدة.....؟
الشاعرة | : مالكـة حبرشيد
القصيدةُ...مَأوى الغريب...ضمادُ المجروحِ
الْ يَنطَوي بينَ الحروفِ كطائرٍ مهيض.....
هي روحُ عاشقِ يَطوفُ حولَ كعبةِ الظلامِ
مُتضرعاً الى السماء ...مُستَجديا غَيماتها أن تُزمِّلهُ ليتخفف من أعباءِ الحياة....
وغدرِ ذكرياتٍ غَرزَتْ خَناجِرها
في خاصِرةِ الوقتِ ...وصَدرِ الصمت
القصيدةُ قِديسةٌ وَفِية لا تعرفُ الخداعَ
عَفيفةٌ تَرتَقي بنا سَلالِم النَّقاءِ
لا تَتواطأُ على المكانِ ولا الزمان
لا تقفُ على المَنابر ِمُتسولةً عبارات التبرِيكِ
بكلماتٍ مُنتَقىً مَكرُها
على الظهرِ بُردةُ دَهاءٍ....
على المَلمحِ ...ابتسامةُ خِداع
لتَدّعي أن الارضَ نَذرتْها للتبشِير
واصْطفَتها للتحْذِير والتخّدِير
القصيدةُ صادقةٌ كما الانبياء
لِلعْنتِها تَستجيبُ السماء
لغضبِها تهتزُ الجبالُ والانهار
غضبُها يُوقِظ سُباتَ الشارعِ
يُشفي عِلةَ الرصيفِ....وَيُشذبُ لُغةَ المنابرِ
حين تَضُخُ الأكاذيبَ في الحرفِ إرضاءً
لثَقافةٍ مُفصلَةٍ على مَقاسِ الجَميعِ
فلاَ تَخْلعوا عَنها ثَوبَ العَفافِ
لتُلبسوها عَباءَةَ يَهودَا.
أبْعدوا روحَها المَليحَة عَن اجراسٍ
تَدقُّ دُونَ مَوعدٍ مثلَ سَاعات قَديمة....
مثلَ طُبولٍ ...تُنذرُ بالفَجيعَة
أبْعِدوا عن جَبينِها صُلبانَ الكَهنة
بُخورَ الدّجالين ...وتَسابيحَ المُحْتالين
لِلقصيدةِ من الماءِ الْ يَرْشَخُ فوق الأكواخِ....نَصيب
من الرصيفِ الْ يَئنُ تحتَ النِعالِ ....نَصيب
مِن القُرى المَنسية والمَداشيرِ المَنفيةِ ..نَصيب
لها مِن الأعْلامِ المُرَفْرفةِ ...مِن البَنفسجِ المُتفتحِ في حَدائقِ الاحلامِ ....نَصيب...
لها مَناديلُ البكاءِ....صُراخُ الغَضب
لها السّوسنُ البَريُ المُضمخُ بالحنين
البحرُ المُترامي...وحباتُ الرملِ الْ تَهتز
إيمانا بالعشقِ وسِرِ النارِ
وَحدَها تعرفُ كيفَ تَضربُ في المَلكوت
من حَجر الى حجر....من قيدٍ الى بَراح ....
من السّديمِ تَخرجُ خيلُها بَحثا عن أُفقٍ
لا يُكللُه الخِداع....
اَلقصيدةُ_النّقاء_
إحساسٌ عَصِيٌ عن التّزييف
قويٌ عن التدْلِيس ...بعيدٌ عن التّدجين
لا أحدَ يستطيعُ التّسللَ إليها
ليذبحَ اللغةَ فيها حرفا حرفاً
أو يَرشوَ قُشعْريرةَ النبضِ
لتَتنازلَ عن كِبريائها من أجل _لايكات_
تُصيب الحِسَ في مَقتل
عن قصيدةٍ مُوقدةٍ من الأضلعِ نارا
مرسومَةً على الجَبينِ... وِساما
مُضمخةً بالصدقِ عِرفانا..
حباً ...وإنسانيةً ......أتَحدث