تكريم الإنسان بين الأمر الرباني و الواقع الفعلي المعاش بأزيلال.
أزيلال24/ المراسل
يقول الحق سبحانه و تعالى في سورة الإسراء: و لقد كرمنا بني ادم و حملناهم في البر و البحر و فضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا. صدق الله العظيم.
مظاهر تكريم الحق سبحانه للإنسان يتجلى في أمور شتى من بينها حمله في البر و البحر و الجو و شاهدنا كيف كرم الله أهل غزة و مقاومتها بحملهم تحت الأرض وسط الأنفاق. و من أسمى ما كرم به الله الإنسان أن أعطاه العقل ليميز به الحق عن الباطل و أنار له به الطريق و أضاء البشرية بفضل هذا الجهاز الصغير البسيط الذي يحار العلماء في فهم كنهه و قيمته. لكن هذا الجهاز الصغير وسط رأس الإنسان قد يصاب بخلل ما فيفقد توازنه الطبيعي و يصبح صاحبه مجنونا شاذا على قاعدة العقلاء الأسوياء.
في هذا الصدد أصبحت مدينة ازيلال تعج بالحمقى و المجانين و مرضي الإختلالات العقلية. وسط غياب تام للسلطات المحلية ممثلة في السيد الباشا الرئيس المباشر لقائدين لكل منهما فيلق من المقدمين الذين يلتقطون الكلمة حتى في السكوت و الذين يحصون كل صغيرة و كبيرة بالمدينة إلا أمر الحمقى بالمدينة فلا يهم كل هؤلاء و لا يهمها أمر السيدة المختلة عقليا و التي تتخذ من الجانب الأمامي لمقر جمعية أبي بكر الصديق لتحفيظ القرآن الكريم المفترى عنها مسكنا دائما لها و لمولودها الصغير الذي لم يكمل عامه الأول، ففي منظر مقزز لا يحترم الكرامة الإنسانية و يبتعد أميالا عن الحقوق الأساسية للإنسان ترة السيدة تفترش ارض الجمعية المكذوب عنها، و تتخد من سماء الله غطاء م سترا مفضوحا لها و لمولودها و أبشع المناظر التي تشد القلب حين ترى السيدة تغط في نومهما و مولودها يحبو في كل الاتجاهات دون أن ترق قلوب مسؤولينا لحالها، كما أن العيون المتلصصة تحدق كثيرا في تجهيزاتها البسيطة المعروضة و المكشوفة للعيان، إذا كان هذا حالها في الصيف فسؤالنا الصريح لأهل الحل بالمدينة ألن تجدوا حلا لهذه السيدة قبل دخول فصل الشتاء و ما أدراك ما فصل الشتاء ببلدتي!! و بمكان غير بعيد هذه السيدة تتسكع أخرى نازحة إلى أزيلال حسب ما يبدو من خلال لكنتها الدارجة ترتدي لباسا رثا أسفله ملطخ بدم الحيض، كلما اشتدت بها الهستريا المرضية تطلق العنان للسانها للتعبير على ما أصابها بلغة غير مفهومة المعنى، و للتعبير على مظلوميتها!!!! من بلد يتنكر لمرضاه و يتركهم عرضة للتسكع و المبيت في العراء و مصابها المتجلي في مبيتها قرب الطاحونة المجاورة للمحطة الطرقية حشاكم. أما المرأة الثالثة كثيرة الحمل لطفلها و محفظته الدراسية و تحمل من العقل الاسم فقط و لسان حاد ينطق أمازيغية فصيحة بكلماتها و مقصودها و تارة بعربية سليمة لا تخرج على قاموس المجانين و الحمقى حيث يعرف كل رواد المقاهي المجاورة للمسجد الأعظم كلامها و يفهمون المغزى منه. أما الرجال من هذا الصنف المتحدث عنه و الذي تقصيه السلطات من أجندتها و التي لم تصب بالحرج و لم يرق قلبها لمعاناتهم و ما يكابدونه من إهمال و ضياع و أوساخ و عدم الاهتمام بصحتهم في زمن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية!!! ذوو الحاجيات العقلية من الذكور أحدهم يحمل قارورة بلاستيكية يتوسل من خلالها ما تبقى من شاي، و أخر يمشي بخطى المهندسين يقيس الشارع طولا و عرضا و أخر من منطقة أكوديد الذي كان بالأمس يتوسل بعض الدريهمات للناس و اليوم بعدما اشتد به المرض حيث لم يتم الاعتناء به قبل فوات الأوان فقد أصبح حارسا شرسا للشباك الأوتوماتيكي للبنك المغربي للتجارة و الصناعة حيث يمنع الناس من الاقتراب من الشباك ز هذا زوج من تفروين هدد زوجته بقتلها و دبح الأبناء بمن فيهم طفلة رضيعة، فما كان من المسكينة غير إنزال الأبناء من النوافذ بواسطة حبل تربط به الأطفال. و هكذا ضمنت السلامة البدنية و الحياتية لأطفالها الصغار، لتقفز لتتكسر إحدى رجليها. في غياب تام للسلطات التي تستحب الاجتماعات الفارغة و تقرقيب الناب على خدمة المواطنين كيفما كانت حالتهم الصحية. أليس المكان الحقيقي لهؤلاء المرضى هو مرستان برشيد أو امرشيش أو ترونت سيس، ؟؟ رأفة بهم و رحمة بعقولهم المريضة حتى تعالج لعودوا لرشدهم خاصة أن حالاتهم جميعا غير ميؤوس منها و أنها في بداية الإصابة بالمرض أو الخلل العقلي.
غريب أمر سلطاتنا بأزيلال المتنكرة لهؤلاء فلو رن هاتف زليخة النصري منذرا سكان البناية الفرعونية المنتصبة فوق ربوة تطل على كامل مدين أزيلال،بزيارة ملكية قريبة لعملت السلطات سياسة البلاد المطهرة من الحمقى من العباد، حيث سيهرع الباشا و قائديه و كل المقدمين لإحصاء المختلين عقليا و ترحيلهم نحو إحدى المدن إبعادا لهم من المكان ريثما تمر الزيارة بخير ، في الأخير بدون شك هذا المقال سيكون كارثيا على من تناولنا الحديث عنهم حيث ستغير السلطات لتفكيك مستوطنات هؤلاء و لترحيلهم ريثما تهدأ عاصفة المقال.
كما لا يفوتنا أن نذكر المجلس البلدي بضرورة رصد ميزانية لصالح أمثال هؤلاء النسوة و أطفالهن صيانة لهن من تقلبات الطقس و احتراما لإنسانيتهن و حفاظا عليهن من الضياع و التشرد و سترا لهن و لأطفالهن.
كل أملنا إن يحن قلب المسؤولين و أن تعرف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية طريقها نحو مثل هؤلاء المواطنين المرضي حتى يتم الاعتناء بهم و الاهتمام بصحتهم، و لبناء مقر لهم يؤويهم من تقلبات الزمان و الطقس و كل الشرور.