الجزء الثاني ( الحلقة السادس و السابعة و09 ) .
06 و 07
الكاتب د.: محــمد همــشة
لما بدات التكيف مع السير العادي للمدرسة بهذه الزاوية الهادئة ،قام سكانها بعمل جليل، واشكرهم مسبقا عليه ، وهو اني لن اقوم بطهي اية وجبة اكل بمنزلي الجديد ،فهم سيتكلفون بذلك يكفي ان احضر في كل وجبة، لدى الاسرة المكلفة بالنوبة الاطعامية انا وفقيه مسجدهم . رغم ان ذاك الزمان كانت لي اجرة شهرية ، ولو انها لاتقاس بحجم المعاناة التي تكبلتها في مساري الوظيفي كرجل تربيةوتعليم،. والزيادة في اجرة الاستاذ او المعلم : عقدة المسؤولين الكبار المشرفين على هذه الوظيفة الشريفة بالمقارنة مع رجل التربية والتعليم بالدول المتقدمة والسائرة في طريق النمو .
وهكذا تعودت على اللقاء بفقيه المسجد ، في كل نوبة إطعامية لدى صاحب النوبة اليومية ،وخاصة وجبتا الغذاء والعشاء ،اما وجبة الفطور فتارة ياتي به أحد الاباء او الامهات الى منزلي وبعد ايقاضي من النوم ، قبيل الدخول الى القسم بنصف ساعةاو اكثر ،وهكذا تعرفت على فقيه المسجد لهذا الدوار وكان رجلا طاعنا في السن ، تبدو عليه من اول وهلة علامة الوقار والرضى عليه ،لكنه كان ينافقني ،وقد وجد إحراجا كبيرا في تواجدي بجانبه ؛ اثناء وجبات الاكل الذي كان هو يفرضه عليهم ،مما استاؤوا منه ومن شروطه .بينما انا كنت لا افرض عليهم اي شيء ، اقبل اي طهي لاي طعام مهما كان نوعه ، وهذا التواضع مني سبب لي كثيرا من الصراع والمشاكل مع هذا الفقيه الورع المنافق ، لانه عندما نكون معا وراء مائدة الطعام يجاملني ،ويطلب مني ان ٱكل بدون حرج ، وكأنه هو صاحب النوبة ،وحين افارقه واكون بعيدا عنه ،يشرع في شتمي ولومي امام الٱخرين الذين يجلس معهم في المسجد : اني كافر لايجب ان يشارك الناس معي طعامهم ، لاني لا اصلي ،ولا اجلس بالمسجد لكي اقرا معه القراءة الجماعية للقرٱن الكريم : بعد صلاتي الفجر والعشاء ، ،وفعلا ٱنذاك كنت لا اصلي والبس لباسا غير تقليدي ولي شعر كثيف لا يستسيغه ،وانا لازلت احمل افكار وبعض من قصاىد الشعر الملتزم ، ونضال يوم كنت طالبا جامعيا بجامعة محمد الاول بوجدة . ولولا احتياجي الى وظيفة عمومية ، لما كنت هنا بهذا الدوار النائي عن بلدتي وعن التمدن والتحضر .
ومما زاد الطين بلة ،ان هذا الفقيه كان يقول للناس ماشاء طبقا لحال مزاجه الذي يتغير بين الفينة والاخرى، وفي كثير من الحالات كان يفتي وسط الناس باحكام لا علاقة لها بالسنة النبوية ولا بالكتاب ، ولما علمت انه يحاول جاهدا ان يصرف الناس عني ، واني لست اهلا لتربية الابناء والبنات ، لم يستطع بعض شباب الدوار وحتى بعض اعيانهم السكوت عن ذلك فاخبروني انه لايتوقف عن النيل من شخصي خصوصا حين يبقى وحيدا لدى صاحب النوبة ، وانا قد غادرته الى القيام بعملي التربوي ، كل هذا جعل كل الساكنة تستاء منه ،وحتى إن كثيرا منهم يريدون ان يغادرهم لكي ابقى انا الوحيد بدوارهم لاني في نظرهم انسان طيب يحب الخير لأبنائهم ولهم ايضا .
ولما بلغ السيل الزبى ،قررت ان ارد له الكيل بمكيالين ،فانتظرت ان اجد الفرصة سانحة ،لكي ابين له من اين تؤكل الكتف ! ! ! ،وخاصة حين نكون في نوبة غذاء او عشاء عند احد سكان الدوار .
وذات يوم ونحن وباقي ضيوف القرية في وليمة عقيقة ، لاحد ساكنة الزاوية . وقد جلس الفقيه كعادته جلسة الملوك و الامراء في وسط غرفة الاستقبال للضيوف ،اطلق الفقيه عنانه ،وشرع يسبح في وحل إفتائه الذي لا علاقة له بالإفتاء والوعظ الصحيحين ، وقال للحاضرين جهرا بدون انتظار الفرصة الملائمة لذلك : من فضلكم ، ايها الحاضرون لا تذبحوا وتاكلوا القنية او الارنب لانهما محرمتين في الاسلام .
هنا جحضت عيناي وتوقفت عن وضع اللقمة الموجودة بين اصابعي وقلت له بلا شعور : ما سبب تحريمهما في الاسلام إن كان الامر كذلك يا فقيهنا المحترم . فرد علي بحركة بطيئة ممزوجة بالتكبر والإستعلاء وكأني واحد من ابسط الحاضرين الضيوف ، اهل الدوار الذين يسيطر عليهم في كثير من المناسبات الدينية والإجتماعية، وهكذا بادرت بسؤال اقوى من الاول : في اية سورة او اي حديث شريف ذكر فيه تحريم القنية والارنب ؟ .
فسكت وهي ليست من عادته ان يساله احد وسط الحاضرين فلم يجد الفقيه اي جواب ولو جوابا بسيطا يخفي به نصحه وتوجيهه الخاطئين للناس . ولما ساد صمت رهيب لاحظت ان الهمس والقهقهة الخفية قد انتشرت بين المدعوين وهم جميعا محيطون بالطواجين المملوءة باللحم المطبوخ اللذيذ ، حتى إن احدهم من الذين يواجهونه في بعض الاجتماعية للدوار نطق وبصوت عال : مالك ساكت هكذا يا فقيهنا المعظم ؟. وكاني احرجته اي إحراج ، لكن الفقيه تراجع الى الوراء مخلفا امامه اللحم اللذيذ وهو يلهث وتخرج من صدره ، حرارة غضب ممزوج بفشل كبير وسط هذا الجمع الغفير ، لم يرد ان يستمر في الاكل واكتفى فقط بإفراغ كوب ماء في بطنه ، لعله يطفئ نيران الغضب الذي يتاجج في صدره .
ولما غادر الجميع منزل صاحب وليمة العقيقة ،خرج الفقيه من الباب وتبعه البعض الٱخر وهم يشكرون صاحب الوليمة الواقف بعتبة باب منزله يودع المدعوين ، وهؤلاء بدورهم يخرجون واحدا تلو الٱخر ؛ داعين للمولود الذي ازداد عنده بالصلاح وإنباته نباتا حسنا ، ولما قمت انا ايضا بنفس الشيء الذي فام به من سبقوني الى الخروج ، ابتسم لي صاحب المنزل قائلا لي : الله يسدد خطاك ، لقد اعجبتني في هذا الفقيه الهرم الذي لايواكب العصر . واكتفيت برد الابتسامة بمثلها وعندما قمت ببعض الخطوات اثناء خروجي ، وجدت الفقيه محمر الوجه ، ينتظرني ليقول لي : سي محمد من فضلك اريد ان اتحدث معك ، فقلت له تفضل مرحبا . قال لي: انك احرجتني وسط سكان الدوار ، وما كان عليك ان تفعل ذلك وتجاهلت كلامه لاقول له : اي حرج تعني قال : لما قلت لي امام الناس: ما سبب اكل القنية والارنب كحرام في الاسلام ؟. فعلا ليس حرام ولكن بالنسبة لي حرام لاني لا احب اكل لحمهما معا في اية نوبة من نوبات إطعامي هنا بالدوار . وقلت له غاضبا : هذه بدعة يا فقيهنا ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار . اليس كذلك ؟ قال بلى كلامك صحيح . لكن كان عليك ان لاتجاوبني في وسط الملا وكان عليك ان تنتظر حتى نخرج وإذاك قل ماشئت اما امام الناس فهذا خطأ كبير . وهنا وجدت الفرصة سانحة وقلت له وانت الذي تقول لهم : اني كافر لا اصلي : اتعلم علاقتي بالله وحده الذي خلقني ، وان تارك الصلاة في النار ،لماذا لا تأتي وتنصحني برفق ؛ لعلي اعود الى الصواب واشرع في القيام بصلواتي .
وفعلا اعترف بخطئه ، وافترقنا كل الى حاله هو الى المسجد وانا الى المدرسة ، حيت وجدت التلاميذ في صفين مستقيمين ينتظران وصولي لادخالهم جميعا الى قسمهم ، وافترقنا كذلك على ان لا يعتدى احدنا عن الاخر وخاصة اثناء غيابه وسفره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحلقــــ 07 ــــة
نفجار الماضي (الجزء الثاني : الحلقة 7 ).
لم تدم الهدنة التي ابرمتها مع الفقيه الهرم بالدوار ، سوى اسبوعا واحدا او اقل منه ، وعاد هذا الفقيه الى الشتم والسب في شخصيتي ، كلما كنت غائبا في بعض نوبات الطعام التي اصبحت لازمة ومفروضة على كل سكان الدوار ، سواء اكان لهم بنات او ابناء يدرسون بالمدرسة الجديدة او ليس لهم بنات او ابناء يتعلمون بها .اما انا كمعلم مدرستهم لم اعد اهتم بما يقوله عني هذا الفقيه اثناء غيابي من شتى انواع الشتم والسب ،الى درجة انه يطلب من السكان ويلح في عدم إرسال ابنائهم الى المدرسة ، لان المسجد اصبح لا يذهب اليه ابناؤهم من اجل حفظ القرٱن و ترثيله بعد صلاة المغرب وصلاة الفجر ، ومعزيا ذلك بتواجدي وتوافد التلاميذ الى المدرسة الجديدة ، وتناسى ما اتفقنا على ان يتخلى عنه ، وهو : اني لا اصلي ، ولست بمسلم . وذات يوم ابلغني احد المعارضين لافكاره ، انه طيلة جلوسهم معه بالمسجد قبيل صلاة الظهر ،يظل يشتمني ويلعن الزمان الذي جمعني وإياه بدوار زاوية ايناس ، وهكذا شعرت بغيض كبير ، وقررت ان اعد له كمينا فكريا ، اثناء إحدى وجبات الإطعام بالدوار.
وفي يوم جمعة ، بعد ان غادر المصلون المسجد ، إتجهت الى منزل صاحب النوبة ، ولم اكن قد اديت صلاة الجمعة مع هؤلاء المصلين القليلين بالمسجد ، وجدت الفقيه والمدعوين ينتظرون وصولي لكي يقدم لنا جميعا صحنا مصنوعا من خشب الجوز اليابس كله مليئ بطعام الكسكس المحلي الشهي ، فوقه اطراف من كتف خروف مطهي هو ايضا بعناية فائقة .
وكما العادة وجدت الفقيه بكثلته الجسدية الضخمة تبوأ وسط المجلس بملابس بيضاء التي يحف بها الامام يوم صلاة الجمعة، ولما سلمت على الجميع ، لاحظت ان سلامه لي بارد جدا ، يخفي حقدا وكراهية كبيرة لي .
وبعد هنيهة قصيرة قدم لنا المضيف وجبة الغذاء ، وبلا تفكير ولا تردد خاطبني الفقيه محاولا الإستهزاء مني قائلا : لقد سكتت منذ دخولك يا معلمنا المحترم ، واعتقد ان هذا الصحن من الطعام من اجمل ما ستاكله اليوم وحتى في حياته الماضية، واستمر في ذكر محاسن الكسكس ، والكسكس يتطاير من بين شفتيه الغليظتين بشراهة بارزة ، ليضيف قائلا لي : استعمل يدك اليمنى ؛ وضع الملعقة جانبا حتى تحس بلذة الكسكس . وهو في منظر تشمئز منه النفوس ، لكونه غرق في الاكل حتى الأذنين وهنا تلفظ بجملة اغضبتني واغضبت حتى الجالسين القرفصاء ونحن جميعا ناكل الطعام ، فقال لي : الم يربيك والدك ان تاكل الطعام باليد اليمنى ! ! !. وقررت هنا ان القنه درسا في احترامي واحترام كل الحاضرين الذي يستمعون الى حوارنا , وقلت له : يا فقيهنا المحترم : من همه في بطنه ، قيمته ما يخرج منها . فسكت دون ان يرد علي ، ببنت شفة .
وتدخل احد الحاضرين ، طالبا مني ان اشرح له قولي لانه لم يدرك ما قصده . واخذت اشرح لهم معنى قولي ، فضحك كل من كان معنا في غرفة استقبال الضيوف.
وهكذا تراجع فقيهنا عن متابعة اكله الكسكس ، بيده اليمنى واخذ يلعق اصابعه واحمرت وجنتاه ، واخذ يتمتم ببعض الكلمات غير المفهومة . وطلب منه صاحب المنزل ان يستمر في الاكل قائلا له انك يافقيهنا لم تاكل الكسكس بالطريقة التي إعتدنا ان نراك بها ، لان الكسكس هو الطعام المحبوب لديك !
وهكذا سكت ولم يستمر في التلذذ بهذا الطعام المقدم لنا . وفي اليوم الموالي اي يوم السبت رحل الفقيه عن الدوار بصفة نهأئية ، وبقيت وحيدا في النوبات الي كانت تقدم الي طيلة هذا الموسم الدراسي بزاوية ايناس ، وفرح كل سكان الزاوية معتقدين انني اهزمت الفقيه وتغلبت عليه ، وانه فر من امام المعلم وذكائه.
وحدث لي يوما ، ان نوبة الاكل قد كانت عند رجل فقير جدا بالزاوية ،ولما حان وقت الغذاء ،جاء الى المدرسة بنفسه وقت زوال اليوم ، طالبا مني ان ارافقه الى منزله . وبعد ان اغلقت باب القسم ، وقد خرج كل التلاميذ ، وذهبوا الى منازلهم ، واثناء الطريق قدم لي عذرا وهو ان اقبل ما طهاه لي من اكل في نوبته ،وشعرت بضيق كبير ، حتى كدت ان اقول له معذرة لا يجب ان احرجك ، ولما نحن في إتجاه منزله والذي هو عبارة عن كوخ صغير يتوسطه فناء ، ضيق به درج مبني بالتراب المحلي فوق سعف النخيل الجاف ، لاحظت انه خلف باب خشبي قديم ، يتحدث شخص بصوت منخفض مع زوجته او مع إحدى بناته ،وهم يرتبون الاكل الذي يريدون ان يقدموه الي . ولما قفل راجعا الي ، حاملا صحنا صغيرا به بيض قليل مقلي بزيت كثير ، وانا جالس وسط الفناء بمنزله ، شعرت بحشمة لم اشعر بها منذ زمن بعيد .
ولما بدات اغمس الخبز الاسود في خليط اصفر وبياض البيض المحلي ، لاحظت ان احد ابنائه يطل علينا بين الحين والحين هل انهينا من اكل البيض ام لازلنا ناكله . وهنا قررت ان اتظاهر اني قد شبعت من اكل هذا الطعام القليل ولاحظ ذلك واخذ يؤكد على ان استمر في الاكل ، لكن هناك خلف الباب الخشبي من ينتظر ما سيتبقى في الصحن من طعام البيض. ولما شربنا شايا منعنعا ، استأذنته لمغادرته وشكرته من اعماق وجداني على طعامه ، وان نوبته كانت ممتازة . لكنه اخذ يكرر ان استسمحه لانه فقير لا يملك شيئا . ولعنت نفسي اني احرجته واثقلت عليه في نوبته .لكنه رفض كل ذلك وظل محفوفا بي يحترمني . ولما كنا في وسط الطريق راجعين الى المدرسة ، طلب مني ان اقرضه : عشرة دراهم لانه يوم الاثنين المقبل ، له استدعاء بالمحكمة الإبتدائية في دعوة حول إرث ارض من طرف اخيه ، وهو رجل غني بالزاوية ايضا .
ومع كامل الاسف كانت بجيبي عشرة دراهم فقط وورقة حوالتي الصفراء التي لم اقبض بها نقود حوالتي الشهرية وهنا اعتذرت له وقلت له هذه عشرة دراهم كإعانة لك في سفرك ولا تفكر نهائيا في ارجاعها لي يوما ما ، ولما دخلت الى منزلي وقد اقترب وقت دخول التلاميذ الى قسمهم الوحيد بالدوار ، تعجبت من هذا الفقير الذي لا يملك طعام يومه وكيف ان اخاه الغني يقاضيه ويلزمه الذهاب الى زكورة على قدميه ، من اجل حضور الدعوة القضائية .
ولعل اصعب الأوقات التي كانت قاسية علي ، والتي عشتها في خوف وانزعاج كبيرين ، طيلة تلك الليالي من ليالي فصل الشتاء ، التي قضيتها وانا وحيد بمنزلي المنفرد و المجاور للمقبرة ؛ بعيدا لك البعد عن الساكنة للزاوية . وقد مرت علي ليالي طويلة التوقيت ، وانا سهران وفاقد النوم ، لاني غريب ومنفي بهذه الارض السعيدة ، لا علاقة لي بالاهل ورفيقة العمر التي تعرفت عليها في اواخر عطلة شهر يناير من تلك السنة ففي منزلي ، وفي زاوية من سقفه ، كان لي جار وهو عصفور اسود اللون له منقار متوسط الحجم برتقالي اللون ينام معي جاثم يستمع الى ٱلة تسجيل ترافقني اينما سافرت ، وقد اخذ المغني الامازيغي محمد رويشة يردد اغاني امازيغية حزينة ، تعبر عن واقع الامازيغ المزري الساكنين باعالي جبال الاطلس ، والمنبوذين الضاربين في اطناب الفقر المقدع والجهل المدروس لحالهم .
وهكذا في كل مساء مع غروب الشمس الف هذا الطائر الجار لي ان ينسل الى غرفتي من لال كوة ، بالقرب من سقف منزلي المبني بالتراب المحلي . وكلما تاخر او لم يحضر للسهر معي ومشاركتي لوعتي وإحساسي بالغربة والوحدانية ؛ كنت احزن واخاف ان يحدث في تلك الليل شيئا غير عادي ، الى ان يغلبني النوم ولا اعد افكر فيه ، الى ان تطلع الشمس واستعد للذهاب الى صاحب النوبة لطعام الإفطار