الفقيه بن صالح...أشجار بني عمير تحتضر
حبيب سعداوي / أزيلال24.
بات ملحّاً اليوم تدخل الجهات المعنية لإنقاذ مئات أشجار الزيتون والرمان التي تحتضر...كلمات يتداولها الفلاح لمعالجة الوضع المقلق في بني عمير وسط المغرب التي تشهد منذ سنوات نقصا حادا في مياه السقي إن لم نقل انعدامه.
مئات المزارعين المتعطشين للمياه حقا في منطقة توصف بأنها قطعة من العطش ، وسط الظروف الناتجة عن سنوات من الجفاف المرتبطة بتغيرات المناخ، والذي حول حياة العديد من السكان إلى جحيم، ودفع ناشطين ومدونين إلى دق ناقوس الخطر.
يقول أحد الساكنة ، لـ "أزيلال24": "من البديهي أن تتضاعف معاناتنا مع ندرة المياه في الصيف، لكننا نواجه هذه السنة أزمة المياه الأكثر شدة منذ عقود، ما أثر في حياتنا، فمن دون ماء لا نستطيع فعل أي شيء. وفعليا تحول نقص المياه إلى كابوس لسكان بني عمير في السنوات الثلاث الماضية، وشكل عامل غليان شعبي حتم تنظيم السكان احتجاجات عدة للفت انتباه المسؤولين، والمطالبة بإيجاد حلول جذرية للمشكلة.
وضع كارثي يضيف نفس المتحدث...الوضع صعب ومقلق ويزداد سوءا ، ما يدفعنا إلى دق ناقوس الخطر، ومطالبة السلطات والجهات المعنية بقطاع المياه بضرورة التدخل بشكل عاجل لإيجاد الحلول التي تكفل تأمين مياه صالحة للشرب أولا ، وفتح تحقيق بشأن الوضع الكارثي الذي وصلت إليه الأراضي الزراعية العميريةثانيا.
ويعزون أزمة المياه التي لا سابق لها في بني عمير إلى تدهور الموارد المائية السطحية والباطنية بسبب ندرة الأمطار واستعمالها في مآرب أخرى كالفوسفاط وتحويلها إلى وجهات أخرى، وكذا بسبب الاستنزاف الخطير لها، ما يجعل الناس في بحث دائم عن قطرة ماء في منطقة يموت البشر والشجر والحجر من العطش.
ونرى أن مواجهة هذه الظروف الطبيعية تتطلب وضع الجهات المعنية بشؤون المياه استراتيجية ورؤية للتكيف مع التغيرات المناخية وندرة الماء، وهو ما لم يتحقق في مناطق بني عمير ، في ظل تطبيق استراتيجيات وسياسات عشوائية أوجدت وضعا لا يحسد أحد عليه. والأمر يزداد تعقيدا في ظل الفراغ المؤسساتي السائد في المنطقة رغم وجوده ، ما يؤدي إلى تسيب كبير في خطط حفر الآبار، وعدم احترام قوانينه.
ومن الأسباب التي فاقمت أزمة المياه في بني عمير استنزاف الموارد المائية بسبب زراعات لها انعكاسات سلبية كبيرة على كميات المياه المتوافرة والنادرة أصلا. والسبب وجود فراغ مؤسساتي وغياب لإجراءات تفعيل القوانين، والتنسيق بين الجهات المعنية في شأن مياه منطقة بني عمير، ما جعل بعض الزراعات تستنزف مياه سطحية وباطنية بكميات كبيرة ، علما أن نسبة كبيرة من المزارعين توجهوا نحو الزراعات غير المستدامة والمستنزفة للمياه..