إسبانيا تضغط على الجزائر لإعادة تشغيل خط الغاز المغاربي المار من المملكة
أزيـلال 24 : صحف
في ظل أزمة الطاقة العالمية بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، بدأت إسبانيا، تمارس ضغوطا على مستوى عال، من أجل دفع الجزائر نحو إعادة تشغيل خط الغاز المغاربي، الذي يوصل غازها إلى اسبانيا عبر الأراضي المغربية، عقب توقيف العمل به قبل أشهر، في سياق التصعيد الجزائري ضد المغرب.
وأفادت وسائل إعلام اسبانية، أن “اتصالات تجري على أعلى مستوى” بين إسبانيا والجزائر، من أجل عودة الربط بين البلدين باستعمال خط الغاز المغاربي.
وتحدثت المصادر ذاتها، عن وجود اتصال بين الرئيس الاسباني بيدرو سانشيز ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون حول هذا الموضوع، حيث تمت مناقشة إمكانية وضع الخلافات الجزائرية مع المغرب جانبا، من أجل تحقيق هدف تزويد إمدادات اسبانيا وأوروبا من الغاز، حيث إنه بمجرد تحقيق هذا الهدف، فإن الفكرة هي أن توافق الجزائر على إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي بالكامل.
وبعد أشهر قليلة من توقيف الجزائر لأنبوب الغاز المغاربي الذي كان يربطها بإسبانيا عبر المغرب، باتت إسبانيا قلقة من تأخر إمداداتها من الغاز، وهي مخاوف تتعاظم، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية.
الأنبوب الوحيد المتبقي لنقل الغاز من الجزائر نحو إسبانيا “ميدغاز”، شهد في الفترة الأخيرة تأخرا في إمداد إسبانيا بالغاز بما يصل إلى 36 ساعة، وهو أمر مقلق لإسبانيا التي يرتفع فيها الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الشتاء بسبب الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.
وكان الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، قد أعلن، نهاية أكتوبر، عن عدم تجديد عقد استغلال خط أنابيب الغاز، الذي يزود إسبانيا بالغاز الجزائري مرورا بالمغرب، وذلك بسبب “الممارسات ذات الطابع العدواني من المملكة المغربية”، وفق ما جاء في بيان صادر عن الرئاسة.
من جانبه، قلل المغرب من أهمية القرار الجزائري وقف العمل بخط أنبوب الغاز المغاربي، الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر المغرب، وكان يمكن المغرب من نسبة سنوية من الغاز.
لا يزال من غير الواضح ماهية الدور الذي ستلعبه الجزائر في حلحلة أزمة الطاقة العالمية التي تتبلور يوما بعد آخر، إثر فرض الغرب عقوبات غير مسبوقة على موسكو عقابا لها على الهجوم الذي تشنه على أوكرانيا منذ 24 فبراير/شباط الماضي، ولا سيما بعد أن أدرج الاتحاد الأوروبي الجزائر ضمن خططه البديلة والعاجلة لتعويض الغاز الروسي، إلى جانب دول منتجة أخرى مثل قطر ومصر وأذربيجان، حسبما أفادت صحيفة "الموندو" الإسبانية.
أفادت صحيفة الموندو الإسبانية بأن الجزائر ستمتثل للعقود المبرمة مع مدريد والتي تقضي بضمان تزويدها بالغاز إما من خلال خط "ميدغاز" عبر المتوسط، أو من خلال شحنه على متن الناقلات. وتزود الجزائر أوروبا بالغاز عبر خط أنابيب آخر يمر بتونس نحو إيطاليا.
وتحاول الدول الغربية، تتقدمها الولايات المتحدة، الضغط على المنتجين من أجل ضخ كميات أكبر من الغاز والنفط لتثبيت العقوبات على روسيا دون الإضرار باقتصادات دول الاتحاد الأوروبي أو أمنها الطاقوي، حيث تعد موسكو أكبر مصدر في العالم بثمانية ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات المكررة الموجهة لبقية العالم.