مذكرات جندي
الحلــــ9ـــــقة
كتبها : لحسن كوجلي
القاسي الذي تنسجم معه وتتألق وستستعرض عضلاتها كل الحشرات السامة، و
مشاكل الحياة اليومية المتجلية في تدبير امور الطعام، و معضلة " الروتين " عوامل
كلها تؤتر بشكل سبلي على حياة المقاتل وتجعل شمعة حياتة تنطفئ بشكل بطيئ.
المعاناة لا تتوقف مهما تغيرت الايام والفصول، وان المزج بين العمل الاجباري
والامور الشخصية يعد من درب الجنون. قضيتي مع عجن الخبز وطهيه لها قصة اخرى، فحين اكيلت الي هذه المهمة في اليوم الاول ووقفت امام مكونات هذا العنصر
الحيوي حاولت ان اعتمد على مخيلتي مسترجعا شريط ذكرياتي مع امي وانا اراقب
تفاعلها مع العجين. اخذت كمية عشوائية من الدقيق وضعته فوق قطعة بلاستيكية
(لغياب الاناء المخصص لذلك) اضفت اليه قليلا من الخميرة وسكبت عليه كثير من الماء الذي كنت اجهل درجات حرارته المناسبة. حين بدات عملية الخلط ادركت ان
الامر ليس على مايرام، كان الخليط جاريا واليدان تلتصقان والعرق يتساقط فوقها.
في الختام حاولت ان اخدع نفسي فاسرعت في تكويره، ووضعته في منديل وغطيته
ببطانية عسكرية انتظر انتفاخها. خرجت لابحت عن بعض القش لاسخن الفرن
التقليدي الذي سبقني اليه المحترفون. وقوفي امام الفرن وجها لوجه لاول مرة
ليس بمهمة سهلة، كنت اعلم ان كثير من الجنود ينتظرونني لاملأ بطونهم بعد حين.
من سوء حظي ان كان اليوم غير مستقرا، كانت العواصف تهب كالعادة من كل
الزوايا، ملات عجيني بالغبار والرمال. في الوقت الذي اردت ان ارمي احدى
الخبزات في الفرن دفعتها مني الرياح وسقطت في الرمال بعيدا، فكان مصير الاولى
ان ضاعت في الطريق. الحل كان ان طلبت الدعم من احد القدامى الذي مر من
جانبي، كشف الغطاء عن العجين ،ضربها باصبعيه، ونظر الي وقال وهو باسما
يلزمك الكثير لتتعلم، عجينك ينقصها شيئ. اخذها ورماها بطريقة احترافية فتركني
وحدي اصارع الوضع. مع مرور الوقت لاحظت ان الخبز لم ينتفخ بشكل كلي كما
هو السليم، انما انتفاخه كان على شكل نفاخات متباعدة كانه اصيب بمرض جلدي.
بعد وقت عسير دقت فيه المرارة، اخرجت سلعتي الغريبة وغطيتها بسرعة حتى
لايراني احد واكون سخرية بين السنة الجنود. حين وصل وقت الغداء اجتمع الزملاء
انزلت لهم صحنا من الفصوليا " اللوبيا " وقدمت لهم الرغيف الذي يشبه "الپيدزا"
نظر بعضهم الى بعض وهم يتغامزون، وحين تذوقه الاول صاح انه لا يوجد به
ملح، احست خلاله بالاحراج وعلت الحرارة جسمي واحمر وجهي خجلا. وقالوا
بكلمة رجل واحد " اش هاد شي لي داير لينا لامكلة زينا، لاخبز زين " فلم اجد من
المصطلحات ما ادافع به سوى " الصنطيحة " فقلت لهم " مال إماكم جاب ليكوم
الله عندي ديپلوم ديال الفندقة جايبو من 5 اطوال