على هامش الزيارة الملكية لاقليم ازيلال.حقيقة الوضع التنموي في ظل تدبير مختل بالمنطقة
ذ. حسن بزيوي
علقت الرايات وطليت البنايات و شذبت أغصان الأشجار وطليت جدوعها بالجير وطعمت الحدائق و المناطق الخضراء بأزهار و ورود و شتلات جديدة وقلم عشبها، وتداعى عمال الجماعات يصلون الليل بالنهار كأنهم خلايا نحل لاتنام. وضجت مدن بني ملال ولفقيه بن صالح وازيلال و القرى المجاورة بالحيوية و الحركة الدؤوبة كأنها ورش عرمرم. و المسؤولون الكبار يطوفون راجلين أو على مثن سياراتهم يتفقدون سير العمل يحثون على الإسراع بالإنجاز و كأن الطير تأكل من فوق رؤوسهم ليكونوا في الموعد المحدد و لسان حال المواطنين يردد:- الله يعز الزيار- * ليت سيدنا يزورنا كل مرة* - عبارة تستبطن الإحباط من السلطات المحلية و المنتخبين التي لا تتحرك بدافعية أصيلة لتنمية المدينة و انتشالها من الفوضى و التخلف رغم الميزانيات و المرتبات المهدورة و تكتفي بالوعود و التسويف. و في حالة التنفيذ يكون الأمر خاضعا لحسابات سياسوية ضيقة لتزامن مع مواعد انتخابية فيما يشبه الإبتزاز.
هي عبارة أيضا تستبطن الشماتة في هؤلاء المسؤولين الذين طالما أهدروا موارد المدينة ورفلوا في خيراتها و أخلفوا وعودهم لينكشف زيف ادعاءاتهم و تنميتهم المنافقة أو نفاقهم التنموي و ليستجاب لدعوات المواطنين الذين طالما توجهوا إلى الله بها ليحاسبهم.
فإذا كان الرهان قويا على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للتخفيف من هول الخصاص و الهشاشة الاقتصادية بهذا الإقليم الشاسع. فرغم ما تحقق من إنجازات و تحسن في بعض المجالات فالحصيلة لم ترق إلى مستوى إنتظارات الساكنة في اقليم ازيلال الذي يمتلك ترواث بشرية و مؤهلات طبيعية قل نظيرها لم ترق بفعل سوء التسيير وانعدام الإرادة الحقيقية و الفعلية لتنميته و النهوض بأوضاعه.
حيث يستخدمها البعض في الاستقطاب السياسي فبعض المشرفين بالإقليم لا يكثرتون لأمر سوى التشبث بنهجهم دون حسيب و لا رقيب رغم المراسلات المنشورة بالجرائد و الشكايات المرفوعة إلى عامل الإقليم- بل هناك لوبيات تتحرك بمباركة السلطات و تسطر برامج تخدم أهدافا إنتخابية مفضوحة. و الرهان الثاني والمتعلق بمجموعة الجماعات المحلية للأطلسيين الكبير و المتوسط فالملاحظ أن مشاريعها تتم لإرضاء الخواطر، و الجماعات التي تحتاج فعلا للإستفادة تعاني التهميش و الإهمال.
و آخر الفضائح في عز الزيارة الملكية و حسب مصادر مطلعة على سبيل المثال لا الحصر.
الجمعية الخيرية الإسلامية- دار الطالبة بافورار- الممولة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن و التي من المرتقب تدشينها من طرف جلالة الملك .يتم فبركة أجهزتها بسرعة دون إشراك فعاليات و طاقات بالمدينة قادرة على التسيير. و نصب رئيس الجماعة نفسه على هذه الدار رئيسا علما أنه يرأس مؤسسة أخرى للرعاية الاجتماعية بالمدينة. ويرأس مجموعة الجماعات بالأطلس الكبير و المتوسط و هو برلماني المنطقة.و..و...
هذا الرئيس الذي أقدم على تعيينات بهذه الدار – دار الطالبة – برائحة الزبونية وتم توظيف مستخدمين في هذا المشروع من الموالين و الأنصار للرايس تنصيب مديرة كانت إلى الأمس القريب مديرة لمؤسسة اجتماعية أخرى و هي مستشارة في الأغلبية بالجماعة – وأسندت مهمة الطبخ و التنظيف إلى قريبات من الرئيس .مستبعدا خريجوا معاهد التكوين .و حاملواالدبلومات و حتى لوائح النزيلات أعدت بسرعة و مشكوك في نزاهتها.
وهذا يستدعي التحرك من الجهات المسؤولة جهويا ووطنيا لوقف هذا النزيف و العمل على تحقيق انجازات و مشاريع ترقى إلى مستوى إنتظارات ساكنة هذا الإقليم الشاسع ..