المؤبد لأجودان في الدرك قتل موظفة بالخميسات و رمى بها في الخلاء !
خليل المنوني (مكناس)
لم يكن (ع.ل)، الدركي برتبة مساعد ثان (أجودان)، يظن أن حياته ستنقلب رأسا على عقب وأن مصيره سيكون خلف القضبان، بعدما أدانته غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالسجن المؤبد من أجل القتل العمد أعقبته جناية، واستعمال أعمال وحشية لتنفيذ فعل جناية، ومحاولة إضرام النار عمدا في ناقلة، وبأدائه لفائدة المطالبين بالحق المدني تعويضا قدره مائة ألف درهم، وهي العقوبة التي أيدتها، أخيرا، غرفة الجنايات الاستئنافية بالمحكمة ذاتها، بعدما اقتنعت بثبوت الجريمة في حقه.
وتفجرت هذه القضية، في فاتح يونيو 2016، عندما سادت حالة من الاستنفار بين عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بمكناس، والمركز الترابي بعين عرمة وسرية الخميسات، بعدما أشعرت مصالح الدرك بالعثور على جثة فتاة على حافة الطريق الوطنية رقم 6، الرابطة بين الخميسات ومكناس، وتحديدا بمنطقة تقع بين الجماعتين القرويتين “الصفاصيف” و”عين عرمة”، إذ ساد الاعتقاد في أول وهلة أن الأمر يتعلق بحادثة سير مميتة، قبل أن يتبين لعناصر الدرك، بعد الانتقال إلى هناك، ومعاينتها لجثة الضحية والحالة التي وجدت عليها أن الوفاة ناتجة عن فعل مدبر، سيما أنها كانت تحمل آثار ضرب مبرح، إضافة إلى كدمات ورضوض وتشوهات في فظيعة وجهها، إذ رجح المحققون فرضية قتلها، قبل دهسها عمدا بعجلات ناقلة من قبل المتورط في الفعل الجرمي.
وقادت التحريات والأبحاث التي باشرها المحققون إلى الاهتداء إلى الجاني، وهو الدركي (ع.ل)، من مواليد 1962 بالرباط، متزوج وأب لطفلين، الذي كان يعمل بقسم الاستخبارات العامة بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالخميسات.
حل لغز الجريمة بسرعة كبيرة، مرده بنسبة عالية إلى تحديد هوية الضحية (ف.ج)، من مواليد 1969، وهي موظفة بالجماعة القروية “سيدي علال المصدر” التابعة لعمالة الخميسات، التي عثر المحققون داخل سيارتها، التي تم ركنها بشارع يعقوب المنصور بالمدينة الجديدة (حمرية) بمكناس، على الشارة النظامية الخاصة بالدركي، إلى جانب شيكات تحمل اسمه، الشيء الذي جعل مصالح الدرك تشتبه في ارتكابه للجريمة، خصوصا بعدما تأكد أنه لم يلتحق بمقر عمله منذ تاريخ وقوع الجريمة، إذ نشرت في حقه مذكرة بحث وطنية، قبل أن يتم إيقافه بالقرب من محطة المسافرين”القامرة” بالرباط، إذ جرى تسليمه للمركز القضائي بمكناس، ووضعه تحت تدبير الحراسة النظرية للبحث معه، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، ليعترف بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، مصرحا أنه بعد الإجهاز على الضحية، تصفية لحسابات بينهما، قام بدهسها بسيارتها الخاصة، التي حاول إضرام النار فيها بواسطة “الدوليو” إلا أنه تراجع عن ذلك.