التعليم العتيق و الحفاظ على الهوية المغربية؟
ذ.المصطفى شرو
دعا الأستاذ سعيد شبار إلى تحفيز المجاهدين المرابضين على الثغور في قمم الجبال في إشارة إلى المدرسين القائمين على الكتاتيب القرآنية والمدارس العتيقة بجبال الأطلس وأضاف الدكتور شبار رئيس المجلس العلمي لبني ملال إن هؤلاء العلماء والفقهاء هم بمثابة حماة الدين الاسلامي والهوية المغربية ضد التيارات الفاسدة التي ما فتئت تهدد كيان المجتمع المغربي وهي بذلك تتطلب منا المزيد من التحفيز والعناية جاء ذلك في مداخلة بعنوان الهوية العميقة للمجتمع بمناسبة اليوم الدراسي الذي نظم يوم 28يناير 2014 بجماعة بين الويدان حول موضوع "التعليم العتيق وتحفيظ القرآن الكريم :التحديات والآفاق" .وفي مداخلته حول عوائق ومشكلات وحاجيات التعليم العتيق بمنطقة الأطلس توقف الأستاذ محمد حافظ رئيس المجلس العلمي لأزيلال الذي بدا متفائلا حول الآفاق المستقبلية لهذا النوع من التعليم بفضل العناية المتواصلة التي ما فتئ يوليها إياه عاهل البلاد خاصة بعد إحداث مديرية التعليم العتيق. هذا التعليم الذي يعد بلا منازع –يضيف المحاضر – أول طريقة للتعليم عرفها العالم الإسلامي بالرغم مما لعبته الزوايا بالمغرب في استقبال الطلبة وتعليمهم وإيوائهم فقد لاحظ السيد حافظ أن العديد من هذه المؤسسات تكاد تتخلى عن أدوارها بهذا المجال مما يستدعي في تقديره تدخلا آنيا وذلك بتحفيز أئمة المساجد وتأهيل الفضاءات المخصصة للكتاتيب ونبه رئيس المجلس العلمي لأزيلال لكون بعض المدرسين لا يتوفرون على الكفايات اللازمة وركز على الجوانب اللغوية تركيبية وصرفية أو صوتية إضافة إلى ضرورة امتلاك حد أدنى من المعارف الثقافية .
وعن واقع التعليم العتيق بالجهة رأى الدكتور زمهني رئيس المجلس العلمي لخنيفرة أنه واقع غير مختلف عما يعيشه هذا النوع من التعليم على صعيد المغرب ككل قبل إن يذكر بمحطات تبرز الدور الهام الذي يحسب لهذا التعليم في الحفاظ على ثوابت الأمة المغربية وذكر المحاضر بحرص جيل الاستقلال على المزج بين الوعي الوطني و الحفاظ على الهوية الإسلامية للمغرب عبر تشجيع المدارس الإسلامية وأورد في هذا الصدد قول الشيخ علال الفاسي "إن مغرب اليوم في حاجة إلى مدارس إسلامية تبث الوعي الديني لكي لا نضيع الهوية الإسلامية مثل المدارس الحرة التي بنيناها من أجل بث الوعي الوطني"
الدكتور زمهني دعا القائمين على شؤون التعليم العتيق إلى ضرورة تأهيل الأطر والمدرسين ومدهم بالكفايات اللازمة ليضطلعوا بدورهم كاملا وعلى وجه أفضل وإعادة الاعتبار لهذا التعليم بفتح آفاق واعدة للطلبة لتشجيعهم على الإقبال عليه.
المناقشة التي تلت العروض كانت مستفيضة وغنية وأثارت جوانب عديدة من قبيل محدودية الآفاق وضرورة خلق جدع مشترك علمي وكثرة المواد وعدم تحديد السن عند الولوج وعند التخرج وإحياء بعض المدارس ببني ملال (الصومعة)التي كان لها في وقت من الأوقات دور كبير (أكثر من القرويين) وبناء مدرسة خامسة بمركز ازيلال . في رده رأى الأستاذ المهدي بنطاهر ممثل وزارة الأوقاف أنه من باب الاستعجال الحديث اليوم عن جدع مشترك وقال إن التعليم العتيق يجب أن يشتغل في انسجام وتناغم تامين مع التعليم العمومي وجدد التأكيد على حرص وزارة الأوقاف على تحسين جودة التربية والتكوين بالتعليم العتيق وانشغالها المتواصل بتأهيله والرقي به لمستويات أفضل .
الجلسة الثانية عرفت تقديم تجربة التعليم العتيق بمنطقة سوس بين الأمس واليوم سواء من حيث طرائقه المعتمدة أساسا على التلقين وكذا التفاوت الملحوظ في السن بين طلبتها الذين يشترط فيهم من أجل ولوجها حفظهم الكامل للقرآن الكريم واليوم - يضيف المحاضر- نيابة عن رئيس المجلس العلمي بانزكان الدكتور ابراهيم بن أحمد الوافي و مع ما أصبحت تحاط به هذه المدارس من عناية فقد أصبحت سنوات التمدرس معلومة ومحدودة وأصبح سن دخولها محددا ومعروفا ويخضع طلبتها لاجتياز الاختبارات الاشهادية الموحدة كما تسلم لهم شواهد التخرج حسب الأسلاك التعليمية .
من جهته شيخ الطريقة البصيرية ببني عياط والمشرف عن المدرسة العتيقة بها ذكر أن هذه المدرسة و داخليتها تأسستا بتزامن مع ولادة هذه الزاوية وظلت لأزيد من 120 سنة إلى اليوم حريصة على المبادئ الثلاثة المحورية وهي الإخلاص وتقوى الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم .الشيخ اسماعيل بصير أضاف أن مدرسة زاوية سيدي براهيم انخرطت في برنامج مديرية التعليم العتيق منذ إحداثها سنة 2002 وستعرف تخرج أول فوج من طلبة البكالوريا الموسم المقبل 2014/2015.